الكلمة التي ألقاها الأستاذ أولاليت أحمد أمام السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية و التكوين و مفتشي الرياضيات و أساتذة مادة الرياضيات بوجدة

 

الكلمة التي ألقاها الأستاذ أولاليت أحمد أمام السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية و التكوين و مفتشي الرياضيات و أساتذة مادة الرياضيات بوجدة ، بثانوية ابن القاضي الإعدادية  خلال التظاهرةالعلمية الثقافية والفنية والرياضية التي نظمتها ثانوية ابن القاضي الإعدادية ومفتش مادة الرياضيات السيد عبد الناصر بلبشير والأستاذ عبد الله خير بتعاون مع نيابة وزارة التربية الوطنية لوجدة أنكاد بمناسبة الذكرى 11 لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وذلك صبيحة يوم الخميس 8 رجب 1435 الموافق ل 8 ماي 2014 . 
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين 
تنقسم العلوم الى ثلاثة اقسام وهي كالتالي 
علوم انسانية ظنية و غير منضبطة كعلم الاجتماع وعلم النفس و علم التاريخ و علوم اللغة …..وعلوم حقة منضبطة كالفيزياء و الكيمياء و البيولوجيا و الجيولوجيا …..و علوم معيارية وهي الرياضيات و المنطق .
و الرياضيات هي العمود الفقري لكل العلوم فلا يمكن لأي علم ان يقوم بدون رياضيات كالفيزياء و الكيمياء و الميكانيك و الالكترونيك و المعلوميات و في التربية الاسلامية نستعملها في المواريث و القسمة و الشفعة و البيع …..كما تستعمل في التاريخ و الجغرافيا …..فكل الكون ينطق بالرياضيات … فدوران الكواكب كالدائرة وشق الانسان اليمن مع شقه الايسر بينهما علاقة رياضية تماثلية وكان محور التماثل بينهما وطول جبهة الانسان يساوي طول انفه ويساوي طول فكيه ….وعظم الانف يشكل وسط الجمجمة فيقسم بالتساوي الجزء العلوي من الجمجمة مع الجزء السفلي لها ……وهذه القاعة مبنية بشكل رياضي ….لذلك نقول بان الرياضيات هي تحويل الواقع الى رموز وهو ما عبر عنه كاليلي كاليليو {الرياضيات هي اللغة التي خلق الله الكون بها} فعن عبد الله بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {تعلموا العلم و علموه الناس تعلموا الفرائض و علموها الناس تعلموا القرآن و علموه الناس …..} صححه الالباني . وعن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : { تعلموا الفرائض وعلموها الناس فانه نصف العلم وهو ينسى وهو اول ما ينتزع من امتي .) اخرجه ابن حبان .
اذا رجعنا الى تاريخ الرياضيات عند جميع الحضارات وعند جميع علماء الرياضيات وجدنا ان لها بعدين :البعد الأول واقعي والبعد
الثاني ديني و غيبي .
فمثلا البابليون عندما استعملوا الرياضيات كان هدفهم الواقعي هو ضبط المواسم الزراعة و تقسيم الاراضي و تسهيل التجارة……… اما البعد الديني فهو ضبط المواسم الدينية بدليل انهم اول من جعل للدائرة 360 درجة قياسا على دوران الشمس حول الارض 360 مرة في السنة اضافة الى خمسة ايام في السنة البسيطة و نضيف ستة ايام في السنة الكبيسة . و قسموا السنة الى اثنا عشر شهرا حسب ما تقره الديانات السماوية . فكان عدد ايام كل الشهورثلاثين يوما. و قسموا كل شهر الى اربعة اسابيع وكل اسبوع يحتوي على سبعة ايام تبعا لما جاء في الديانات السماوية ( شريعة ابراهيم عليه السلام) من ان الله خلق الكون في ستة ايام ثم استوى في اليوم السابع … كما برعوا في معرفة مواقيت الكسوف والخسوف .
وعند المصريين القدامى كان للرياضيات بعدا واقعيا يتجلى في تقسيم الاراضي و معرفة فيضانات نهر النيل وبناء الاهرامات و القصور .وكان البعد الديني يتجلى في بناء الاهرامات التي كانت قبورا للفراعنة والاحتفال بالمواسم الدينية و خصوصا عيد ميلاد الفرعون الاله …. لذلك ازدهرت عندهم الهندسة الى درجة ان كلمة ( جيو) بالفرعونية معناها الارض وان كلمة ( متري) معناها مقياس …. ولما كان اليونانيون يأتون الى مكتبة الاسكندرية للدراسة فان الرياضي اليوناني الكبير ( فيثاغوراس) اكتشف نظريته وهو بالقرب من اهرام الجيزة بعد ما طلب من كبير الكهنة ان يخبره عن ارتفاع هرم خوفو فرفض الكاهن .مما جعل فيثاغوراس يفكر و يفكر الى ان اهتدى الى فكرة ان ظل عمود قد يكون ضعفه في وقت معين من النهار وفي نفس الوقت سيكون ظل الهرم هو ضعف ارتفاع الهرم و بناءا على ذلك فإننا إذا قسمناه على اثنين سنحصل على ارتفاع الهرم بدقة … هذا المكان جعله يفكر ايضا بان كل مثلث قائم الزاوية لو كان ارتفاعه هو ضلع مربع و قاعدته هي ضلع المربع الثاني و وتره هو ضلع المربع الثالث فان النتيجة هي ان مربع القاعدة زائد مربع الارتفاع يساوي مربع الوتر .
و عند المسلمين جاء محمد بن عيسى الخوارزمي في عهد ابي جعفر المنصور فتدبر في قوله تعالى من سورة النساء الآية 11 حيث يقول تعالى :(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ……) . وكما جاء في حديث أبي موسى الاشعري عندما سئل عن بنت و بنت ابن واخت فقال :(لقد ضللت اذن وما انا من المهتدين , اقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم : للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة للثلثين و ما بقي فللأخت……) اخرجه البخاري .
فلكي يبرهن الخوارزمي على ان النصف زائد السدس يساوي الثلثين كما جاء في القرآن و السنة كان بداية علم الجبر الذي الف ففيه 12 كتابا و كتابين في المواريث .
اما اختراع الصفر عند العرب المسلمين فمرده أن البنية الفلسفية اليونانية كانت تنبني على مقولتين وهما :(شيء من شيء ) و (لا شيء من لا شيء) .اما البنية الاسلامية فكانت تقول بثلاث مقولات وهي  شيء من شيء) و(لا شيء من لا شيء). و(شيء من لا شيء) و هو ما يسمى بالخلق و هو ايجاد الشيء من عدم كقوله تعالى في سورة الانسان  بسم الله الرحمان الرحيم هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا). فالله خلق السماوات و الارض من عدم… لذلك رمز المسلمون في المشرق الإسلامي الى الصفر ( الذي يعني الفراغ ) برمز نقطة . و الارقام الاخرى كانت خطوطا بحيث يتكون الواحد من خط صغير و الإثنان من خطين و الثلاثة من ثلاثة خطوط ….( و هو ما يسمى حاليا بالأرقام الهندية ). اما في الغرب الاسلامي كقرطبة و اشبيلية و فاس و مراكش فرمزوا للصفر بالدائرة و رمزوا للأرقام الاخرى بالزوايا . فالرقم واحد يحتوي على زاوية احدة , و الرقم اثنان على زاويتين , و الرقم ثلاثة يحتوي على ثلاث زوايا وهكذا …. و هي ما يعرف في العالم الآن بالأرقام العربية .
واذا انتقلنا الى عصر النهضة الأروبية نجد ان (روني ديكارت) يرى ان الرياضيات هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن ان نصل و نقيس بها عالم الغيب و جاء ( بليز باسكال ) فوضع ( رهان باسكال ) الذي سعى من خلاله لإثبات وجود الله وصولا الى ( آينشتاين ) الذي قال : (اروني الجاذبية اريكم الله ) . وقال ايضا: ( الله لا يلعب النرد ) ,,
(GOD DOESN ‘T PLAY DICE)
من الامثلة الدالة على وجود الله رياضيا هو ان ليس هناك مستقيم في الكون , بل كل ما في الكون قطع ؛ له بداية و له نهاية . و أن أطول قطعة هي الشعاع المنبثق من الانفجار العظيم حيث يبلغ طوله 13.7مليار سنة ضوئية و بالتالي له بداية وله نهاية . لأن الوحيد الذي ليست له بداية وليست له نهاية هو الله سبحانه وتعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .تعالى وبركاته

كتب بواسطة OULALIT AHMED

أسعد القيسي من المملكة الاردنية الهاشمية مدير ومؤسس موقع القيسي ويب | الأفضل لكم بدايتي في مجال التدوين من 2011 وفي هذه المدونة اتعلم وانقل لكم كل ما اجده مفيد لكل شخص يهتم بعالم الويب والمدونات.