(728x90)اعلان

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

السبت، 27 فبراير 2016

أحمد أولاليت/ حرب اللغة 3

شارك المقال

 

 

و مع بداية القرن العشرين كانت خريطة الحرب اللغوية على الشكل التالي

سنركز على اللغة الإنجليزية و نبدأ بأصولها حيث استطاع شعب الأونغلو و شعب الساكسون اللذين استوطنا  الجزر البريطانية قادمين من أوروبا الغربية أن يستفيدوا من القاموس العربي المتداول بالأندلس ابتداء من 1229 للميلاد ( انجز- نبيل الجنابي – المنشط بقناة المستقلة بحثا للدكتوراه في الأصول العربية للغة الإنجليزية ) كما استفادوا من اللغة اللاتينية التي كانت لغة الثقافة منذ الغزو الروماني لأوروبا و بريطانيا فطوروا لغتهم لتصبح اللغة الإنجليزية مسايرة لأخواتها اللاتينية و الفرنسية و الألمانية الأكثر إنتشارا خاصة أنها لغة الدولة التي لا تهزم : فقد انتصرت انجلترا على الفايكينغ سنة 878 للميلادي في عهد الملك الفريد الكبير. و انتصرت على الإسبان سنة 1588 في عهد الملكة اليزابيت .و انتصرت ( بمساعدة حلفائها )على امبراطورية نابوليون بونابارت في معركة واترلو ( و انتهت الحرب بين فرنسا و بريطانيا باعتقال نابليون و نفيه إلى إحدى الجزر الإفريقية القريبة من الكونغو ) فقهرت أعتى الإمبراطوريات .حتى أنها في العصر الفيكتوري ( 1837 – 1901 ) أصبحت تحتل ربع مساحة اليابسة وأصبحت تسمى بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .
فكان التفكير أولا في الحرب على اللغة التركية ( حامية الإسلام و حامية ثقافة الشرق ) و بالفعل كانت الإمبراطورية التركية تخوض حروبا ضد الروس الذين سيطروا على كثير من أراضي الإمبراطورية الماغولية فقضى الروس على الكتابة الآرامية في كل المناطق التي سيطروا عليها في سيبيريا و آسيا الوسطى و القوقاز …و كان انهزام الأتراك في الحرب العالمية الأولى ( لأنها كانت ضمن دول الوفاق كألمانيا ) معناه تراجع اللغة العثمانية في أوروبا الشرقية . أضف إلى ذلك ما يعرف بالثورة العربية الكبرى التي قادها شريف مكة ( الشريف حسين ) بدعم من فرنسا و بريطانيا مما جعل تركيا تحارب على ثلاث جبهات فتنهار بسرعة و بعد ذلك مباشرة كانت اتفاقية ( سايس بيكو ) وبعد ذلك جاء انقلاب مصطفى كمال أتاتورك ليمنع اللغة التركية العثمانية و يفرض اللغة التركية البيزنطية و يمنع الكتابة العربية الآرامية و يفرض الأبجدية اللاتينية . كما أن تركيا فقدت الكثير من مساحتها في إفريقيا و آسيا و أوروبا ….
مع الثورة البلشوفية أكتوبر 1917 أمر لينين ( فلادمير إيليتش أوليانوف ) بتطوير اللغة الروسية وجعلها لغة للعلم والإدارة بدلا من الفرنسية التي سيطرت منذ عهد غزو نابليون لموسكو … و بالفعل بعد سنتين استطاعت الروسية اللحاق باللغات الأكثر تطورا مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية .
لقد استطاعت الروسية أن تنتشر في كافة الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية إضافة إلى كونها اللغة الأجنبية الثانية في أغلب الدول الاشتراكية سابقا مثل كوبا وكوريا الشمالية …..لكن سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1991 م جعل كثيرا من الدول الحليفة للاتحاد السوفياتي والمهتمة باللغة الروسية تتطلع إلى اللغة الانجليزية باعتبارها لغة المنتصر( أمريكا) وباعتبارها لغة العلم والتطور العلمي والتكنولوجي…. وهكذا أصبحت اللغة الروسية منحصرة في روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وبعض الدول في آسيا الوسطى.
استطاعت اللغة الإنجليزية تصفية الحسابات مع اللغة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى حيث أنتزعت المستعمرات الألمانية وأعطيت الكامرون لفرنسا و أعطيت الكونغو لبلجيكا .فأصبحت الألمانية لا تتعدى حدودها القديمة التي وحدها بيسمارك
اللغة الإنجليزية ستخوض حربا ذكية على الفرنسية و ذلك بمساعدة العرب على ( محاربة التتريك ) و الترويج للقومية العربية وبالفعل عجل العرب بالقضاء على اللغة التركية و عجل التعريب في القضاء على الفرنسية ( بسياسة ضرب العدو بعدو آخر ) ففقدت الفرنسية معاقلها في شمال إفريقيا ( المغرب و الجزائر و تونس ) و سورية و لبنان و أما بلجيكا فأشعلوا نعرة اللغة الفلامانية كلغة أصلية للشعب البلجيكي و بثوا الأحقاد و الضغائن بن الفرانكوفونيين و الفلامانيين .
و أما في كندا ففرضت الإنجليزية في المدارس كلغة أولى بالقوة سنة 2001على إقليم الكيبيك ( و هو من مستعمرات فرنسا و تسكنه أغلبية ساحقة من الفرنسيين ) فحاول الكيبيك استقدام المهاجرين من الخارج و بخاصة الناطقين بالفرنسية لتغيير الخارطة الديموغرافية و لكن دون جدوى .
و هكذا لم يعد يهتم بالفرنسية إلا بعض الدول الإفريقية الصحراوية و الفقيرة مثل مالي و النيجر و تشاد ( بالرغم من أن معظمهم لا زال يتكلم العربية أو الأمازيغية ) وبوركينافاسو و الكامرون و الكونغو و مدغشقر … ( من الدول التي تغلب عليها اللهجات الإفريقية المحلية ). في المقابل قامت فرنسا 1970 بتأسيس منظمة للدول الفرانكوفونية ( أي مجموعة الدول الناطقة كليا أو جزئيا باللغة الفرنسية ) كما أن فرنسا أصبحت تستعمل حق النقض ( الفيتو ) في تعيين أي أمين عام للأمم المتحدة إلا إذا كان يتقن اللغة الفرنسية .
صفت الإنجليزية حسابها مع اللغة الإيطالية بتجريدها من مستعمراتها في ليبيا و أثيوبيا ( أثيوبيا الحالية و ايريتيريا و دجيبوتي ) بعد هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945 ) بعدما انهزمت دول المحور ( ألمانيا و إيطاليا و اليابان ) . فأصبحت مستعمرات ايطاليا سابقا تستعمل اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى أو ثانية .
بالنسبة للغة البرتغالية فمستعمراتها صغيرة و قليلة ( ثمانية دول تتكلم البرتغالية ) كغينيا بيساو و الموزمبيق و الرأس الأخضر …أما البرازيل و الموزمبيق ( المستعمرتان البرتغاليتان الكبيرتان ) فلا يمكنهما الرفع من لغتهم حتى تنافس الإنجليزية . و تأسيس مجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية 1996 م لا يهدد الإنجليزية بقدر ما يدافع عن هذه اللغة حتى لا يلحقها الإندثار.
بالنسبة للعربية حاولت فرنسا و بريطانيا تشجيع اللهجات المحلية بدعوى الحفاظ على التراث تارة و بدعوى حقوق الأقليات تارة أخرى و بدعوى الحفاظ على الهوية مرة ثالثة … فقامت الجامعات الفرنسية و البريطانية بتشجيع الأبحاث في الأمازيغية و الكردية و القبطية .(و هو ما يسمى باللعب على الحبلين و ضرب الخصوم ببعضهم بعضا ). و .( لأن سياسة فرق تسد تعجل بانتصار لغة المحتل ) فقد شجع على الكتابة باللهجات المحلية في الجرائد و الكتب و…( راجع مقال الدكتور مصطفى بنحمزة : الدعوة إلى العامية – المسار و الأهداف ) .
من أهم وجوه الحرب على اللغة العربية هو ما قام به المستشرقون الغربيون من قراءة للفكر العربي الإسلامي و دراسة عادات و تقاليد الدول العربية و الإسلامية و بالتالي الوقوف على نقط الضعف و نقط القوة و فهم آليات علاقات اللأسرة و الجماعة …. و هو ما مهد للإستعمار العسكري
و من وجوه الحرب على العربية هو تشجيع الفرانكوفونيين ( الساهرون على حماية مصالح الإستعمار ) استعمال اللهجات المحلية في وسائل الإعلام و تشجيعهم على ترجمة الأفلام المكسيكية و البرازيلية و الأمريكية… باللغة العربية الركيكة أو باللهجات المحلية لتمرير العادات الإستهلاكية اليومية للشعوب المسيحية … إضافة إلى أن الصورة أبلغ من الخطاب اللغوي المباشر و أكثر تأثيرا في المتلقي…. و لأن اللغة هي شحنة و حمولة ثقافية كما يقول أهل الفلسفة . و لأن ضرب اللغة العربية باللهجات المحلية الشامية و المصرية و المغربية و السواحلية و الحسانية … يفقد اللغة العربية قوتها و يجعل تداولها محدودا …لذلك تأسس بالمملكة المغربية الإئتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في دجنبر 2012 ميلادية ( كمثال فقط ).
تنبه الإحتلال الغربي أن من بين أهم المؤسسات التي حافظت على اللغة العربية و رسختها في عقول الناس منذ طفولتهم و علمتهم مهارة الحفظ و ربطتهم بقاموس اللغة العربية هي الكتاتيب القرآنية لذلك عمدت انجلترا مباشرة بعد احتلالها لمصر ببناء رياض الأطفال و المدارس العصرية الناطقة كليا باللغة الإنجليزية …و حتى في المعاهدات المفضية للإستفلال فرض المستعمر لغته على الإدارات المحلية إضافة إلى الإستقلال شريطة الحفاظ على مصالح المستعمر . و هو نفس ما قامت به فرنسا مع مستعمراتها العربية
و من مظاهر الحرب على اللغة العربية هو مساعدة بريطانيا للشاه بهلوى على احتلال الأحواز العربي ( المعروف بعربستان أو خوزستان و مساحتها تعادل مساحة الجمهورية العربية السورة ) و هي دولة كانت تشغل الساحل الشمالي للخليج العربي دامت ما بين ( 1724 – 1925م ) فاعتقل الفرس ملكها خزعل بن جابر الكعبي ثم قتلوه بالسم و غيروا اسماء المدن العربية إلى أسماء فارسية و فرضوا على سكانها اللغة الفارسية كلغة للدراسة و كلغة للتخاطب …ثم استقدموا إليها الجنس الفارسي من الشمال لتغييرالبنية الديموغرافية .
لما ثار محمد علي باشا على الإمبراطورية العثمانية و أراد بناء إمبراطورية العلويين في مصر و الشام و السودان و ضم السودان سنة 1821 م و انتصر على العثمانيين في معارك الشام ما بين 1831 و 1833 اصبحت السودان جزءا من مصر إلى أن منحهاجمال عبد الناصر الإستقلال في فاتح يناير 1956 م … فأخذت الدول الغربية و على رأسها أمريكا تتهم السودان باضطهاد سكان الجنوب المسيحيين إلى أن استقل جنوب السودان في يوليوز 2011 م فغير اللغة الرسمية من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية … إضافة إلى أن مساحة هذه الدولة تقارب مساحة تساوي 619745 كيلومتر مربع من الأراضي الخصبة الغنية بكثير من الثروات . و هكذا تتراجع اللغة العربية لصالح اللغة الإنجليزية في المساحة و في عدد الناطقين بها .
و من بين مظاهر الحرب على اللغة العربية هو زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية و فصل الجزء الإفريقي عن الجزء الأسيوي و أصبحت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية لفلسطين بدل اللغة العربية ( العبرانية هي اللغة القديمة أما العبرية فهي اللغة التي أحياها اليهود لتكون لغتهم الرسمية و هي متأثرة بالعربية عند السافارد المنحذرين من الدول العربية . و متأثرة بالألمانية عند الأشكيناز المنحذرين من الدول الأوروبية ).
أما في أوروبا ( القارة العجوز ) و أمام محاولة فرنسا ا لسيطرة على كل أوروبا أيام نابليون و محاولة ألمانيا توحيد أوروبا أيام أدولف هتلر فقد اهتدى الأوروبيون إلى توحيد أوروبا سلميا ( بمباركة أمريكية و بتمويل مشروع مارشال ) فكان مؤتمر روما 1947 مما نتج عنه السوق الأوروبية الموحدة ثم الإتحاد الأروبي .فتبنت كل الدول الأوروبية اللغة الإنجليزية كلغة ثانية للتواصل بين أبناء الإتحاد الأوروبي .
و أما في آسيا التي تضم أكبر تجمع بشري فإن دولها تتخذ من الإنجليزية اللغة الثانية ( كالصين و اليابان ..)أو تتخذ منها اللغة الرسمية و لغة الإدارة كما هو الشأن بالنسبة للهند التي تضم أكبر تجمع ناطق باللغة الإنجليزية .
و كان إعلان الرئيس الأمريكي ( بيل كلينتون ) عن إطلاق شبكة الإنصال الدولية ( الإنترنيت ) بمثابة إعلان عن عالمية الإنجليزية للتواصل بين سكان الكرة الأرضية و التسليم بأن العالم أصبح قرية صغيرة .
و لما كانت ألمانيا أكثر سكانا حاولت فرنسا استقطاب المواطنين من مستعمراتها لتكثير الناطقين بالفرنسية و للتقليص من العنوسة و إكثار المستهلكين لمنتجاتها و…و هو ما انتهجته اسبانيا عندما استقطبت السكان من مستعمراتها بأمريكا اللاتينية و سهلت لهم الحصول عل الجنسية الإسبانية ( و في المقابل كانت تضع عراقيل للوافدين من الدول العربية ) . كما أن فرنسا و ألمانيا عرقلتا انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي لأن هرمها السكاني شاب و لأن أغلبية سكانها مسلمين و لأن عدد سكانها يناهز سكان ألمانيا فإذا انضمت تركيا إلى الإتحاد الأوروبي فستختل أوروبا ديموغرافيا و سيصبح المسلمون بأوروبا أكثر من 20 في المائة ( و المسلمون مرتبطون بالعربية لغة القرآن ) .
الإنجليزية التي هزمت كل اللغات أصبحت اليوم لغة العلم و التواصل و الإتصالات … لازالت تهددها لغتان : هما العربية و الصينية ( راجع شريط : لماذا تعلم روسيا العربية . لقناة روسيا اليوم ): فأما العربية فيتم القضاء عليها بتشجيع العزوبة و العزوف عن الزواج (تحديد النسل تحت دعوى الفقر و البطالة ) و تشجيع اللهجات المحلية ( الأمازبغية و الكردية و القبطية و السواحلية ,,,وتشجيع العامية في وسائل الإعلام …و ضرب كل الدول التي تسعى إلى تطويرها مثل العراق وسوريا اللتين وصلتا إلى درجة تدريس كل العلوم في كل المستويات باللغة العربية .و استطاعتا أن تجعلا منها لغة كل العلوم واللغة المواكبة للتطور العلمي و التقني … أما اللغة الصينية ( الماندرينا ) التي يتكلمها أزيد من 650 مليون نسمة وتعد اللغة الرسمية لما يقرب من مليار و نصف من السكان …و بذلك يكون سكان ( الصين ) هذا المنافس القوي مستقبلا يضاعف سكان الناطقين بالإنجليزية …إضافة إلى قتل الصين للإناث و إبقائهم للذكور مما جعل 30 مليون صيني بدون زواج ( 2013) و هو ما اضطر الصين إلى تصديرهم لمختلف دول العالم و بخاصة إلى أوروبا ……و ظهور الصين كقوة اقتصادية و عسكرية و بشرية صاعدة سيجعل من اللغة الصينية من اللغات الأكثر تداولا في المستقبل .
كما أن هناك مشكلا آخر يهدد الولايات المتحدة الأمريكية و هو كون أكثر من نصف سكانها لا يتكلم الإنجليزية خصوصا الولايات الجنوبية التي اغتصبتها من المكسيك فهم متعصبون للإسبانية . كما تنشط في هذه الولايات الهجرة غير القانونية من كل أمريكا اللاتينية .
فإذا كانت أمريكا تبدأ كل حروبها بالحرب الإستخباراتية ثم الإنهاك الإقتصادي ثم التضخيم من قدرات العدو ثم حشد القوات ثم الضربة العسكرية …فإن حربها اللغوية ( الأنكلوساكسونية ) تعتبرها من الإستراتيجية الضامنة للسيطرة الأبدية و بقاء الهوية الأمريكية مستنسخة في شخصية المهزومين و بالتالي تحقق نهاية التاريخ التي تكلم عنها ( فرانسيس فوكوياما ).
حاولت الإختصار قدر الإمكان و في الأخير أختم بقولة اسحاق نيوتن نقلتها من الصفحة 9 من كتاب ( فلسفة نيوتن الطبيعية )للدكتور عبد النبي مخوخ( أطلب بإلحاح أن تتم قراءة كل ما قدمته هنا بنية حسنة , و أن تتجه جهود القراء لمواصلة هذا البحث و معالجة ثغراته أكثر من التنديد بالأخطاء الملازمة لموضوع صعب من هذا القبيل ) و إلى خاطرة أخرى أخوكم أولاليت أحمد

كتب بواسطة

أسعد القيسي من المملكة الاردنية الهاشمية مدير ومؤسس موقع القيسي ويب | الأفضل لكم بدايتي في مجال التدوين من 2011 وفي هذه المدونة اتعلم وانقل لكم كل ما اجده مفيد لكل شخص يهتم بعالم الويب والمدونات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 أولاليت أحمد تصميم القيسي ويب | الأفضل لكم